جاد والشجرة
سأل جاد أمّه: أمي متى سأصبح كبيراً مثل هذه الشجرة؟ ابتسمت الأم وقالت مستغلة قلة أكل ابنها: عندما تأكل البيض والحليب الذي أعده لك كلّ صباح ٍ.
-وهل الشجرة تتغذى على البيض والحليب؟
-لا ياحبيبي ..الشجرة ياجاد تتغذى على الماء والأملاح المعدنية التي تمتصها من التربة.
-ومافائدة هذه الأشجار يا أمي؟
اقتربت منه وضمته إلى صدرها بحنانٍ، وهي تقول..الشجرة يطقاجاد لها فؤائد كثيرة..منها نجني الثمار، وهي تنقي الجو من الغبار، وتعطينا الأكسجين الذي نتنفسه، وتمتص غاز الكربون بعملية التركيب الضوئي، وهي تتنفس بالليل كما الإنسان، لذلك إياك ياجاد أن تضعها بغرفة نومك، وهي تزين بلادنا، وعندما تشيخ الشجرة، نحتطبها ونتدفأ عليها. كما أنه من خشبها صنع أشياء كثيرة، فقل سبحان من سخرها لنا.
صمت جاد وقد استمتع بكلام أمه قائلاً: هيا أعدي لي الطعام، سأتغذى كثيراً، حتى أصبح أكبر من الشجرة وأعتني بها.
بقلم سهير مصطفى/سوريا