يبدو أن العام الحالي وش الخير على الآثار المصرية فمع بدايته شهدت مصر أخبارا عن اكتشافات أثرية ضخمة في أسوان والمنيا والمطرية في القاهرة وغيرها من المناطق المهمة، كأنها رسالة للعالم الخارجي أن مصر مليئة بالكنوز وتستحق الزيارة ومٌشاهدة ما يكتشف يوميًا.
ولا يكاد يمر شهر منذ بداية 2017 حتى يتم الإعلان عن اكتشاف أثري ضخم تتعاون فيه وزارة الأثار المصرية مع بعثات أجنبية بالإضافة إلى بعثات وعلماء مصريين لتكون بذلك الآثار المصرية، خاصة بعد زيارة عدد من الشخصيات العالمية لها في واجهة الأخبار دائمًا.
اليوم ومع الساعات الأولى أعلنت وزارة الآثار عن اكتشاف 56 آنية فخارية تحتوى مواد التحنيط الخاصة بالوزير "إبى" وزير الدولة من عهد الملك أمنمحات الأول (عصر الدولة الوسطى)، وفي التقرير التالي يرصد «صدى البلد» أبرز الاكتشافات الأثرية التي تم الإعلان عنها بداية من العام الجاري.
12 مقبرة أثرية بأسوان
في منتصف يناير الماضي اكتشفت بعثة سويدية علمية مجموعة من 12 مقبرة أثرية منحوتة في الصخر تعود إلى عهد الملكين "تحتمس الثالث" و"أمنحت الثاني" في عصر الدولة الحديثة في تاريخ مصر القديمة وذلك بمنطقة جبل السلسة في أسوان.
وقالت وزارة الآثار في بيان رسمي لها إن المقابر المكتشفة تحتوي على رفات حيوانية وبقايا هياكل عظمية بشرية لأفراد من عائلة واحدة على الأرجح مع اختلاف العمر والجنس، وتتكون المقابر من غرفة أو غرفتين وبها توابيت حجرية وفخارية لحفظ المومياوات فضلا عن وجود بعض الحلى والتمائم القديمة.
تمثال «بسماتيك الأول» بالمطرية
في بدايات شهر مارس الماضي استيقظ أهالي المطرية في القاهرة والمصريين على اكتشاف أثري ضخم لتمثال يشبه تمثال رمسيس، في البداية اعتبروه تمثالا بالفعل لرمسيس قبل أن تعلن وزارة الآثار عن الهوية الحقيقة للتمثال وأنه يعود للملك «بسماتيك».
وقالت وزارة الآثار في بيان رسمي لها إنه التمثال الذي تم اكتشافه بمنطقة سوق الخميس الأثرية بالمطرية (مدينة هليوبوليس القديمة) بواسطة البعثة المصرية الألمانية الأثرية المشتركة، يعود للملك بسماتيك الأول.
والملك بسماتيك الأول من الأسرة السادسة والعشرين ( 664-610)، حيث وجد على ظهر التمثال نقش لأحد الأسماء الخمسة للملك (نب عا) وهو الاسم الذى يعرف فى علم الآثار بالاسم النبتى.
ويعتبر هذا التمثال من أضخم التماثيل التى ترجع إلى العصر المتأخر فى مصر، ويثبت وجود العديد من التفاصيل الفنية المختلفة الموجودة بالتمثال والتى كانت السمة الواضحة فى عصر الأسرة السادسة والعشرين وهو ما يعرف فى الفن المصرى القديم بمصطلح فن محاكاة الماضى.
بعثة جامعة القاهرة تكتشف مقبرة ضخمة
في إبريل الماضي كانت البعثة التابعة لجامعة القاهرة تستعد للإعلان عن اكتشاف ضخم لكن تم التأجيل حتى أعلن الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة في بيان رسمي عن اكتشافات أثرية ضخمة في 9 مايو من الشهر الجاري.
وقال رئيس جامعة القاهرة، إن بعثة حفائر كلية الآثار لهذا الموسم حققت اكتشافا أثريا هاما بمنطقة تونة الجبل بمحافظة المنيا، مشيرا إلى أن هذا الاكتشاف غير مسبوق، وعبارة عن مقبرة ضخمة تتبع طراز الكاتا كومب (المقابر المنحوتة فى الأرض أو فى الصخر)، التى أحيانًا ما تكون متعددة الطوابق وتتضمن آبارا وحجرات ودهاليز متعددة كثيرة التعاريج.
وأضاف نصار أن بعثة حفائر كلية الآثار بإشراف الدكتور محمد حمزة، عميد كلية الآثار ورئاسة الدكتور محمد صلاح أستاذ الآثار المصرية بالكلية وباقى أعضاء البعثة، كشفت بداخل المقبرة عن معالم أثرية مهمة وغير مسبوقة، منها 12 مومياء سليمة كاملة، فضلًا عن بقايا مومياوات وعظام كثيرة، بالإضافة إلى التحف المنقولة من الفخار وغيره، موضحا أن قسم الجيوفيزياء بكلية العلوم بجامعة القاهرة شارك ببعض الأعمال الخاصة بعمليات الكشف الأثرى.
البعثة الإسبانية تكتشف 56 آنية فخارية
ومع الساعات الأولى من اليوم أعلنت وزارة الآثار اكتشاف 56 آنية فخارية تحتوى مواد التحنيط الخاصة بالوزير "إبى" وزير الدولة من عهد الملك أمنمحات الأول (عصر الدولة الوسطى) والتى تحمل رقم TT315 بالدير البحرى بالأقصر بالتعاون مع بعثة جامعة الكالا (Alcla) الأسبانية.
وقال الدكتور محمود عفيفى رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة في بيان رسمي إن هذا الكشف جاء أثناء أعمال التنظيف الأثرى التى قامت به البعثة للفناء الخارجى للمقبرة حيث عثرت على بئر على عمق متر يؤدى إلى حجرة منحوتة فى الصخر بداخلها عدد من الأواني الفخارية.
وأضاف عفيفى، أن هذه الأوانى كان تم الكشف عنها من قبل فيما بين عامى 1921-1922 بواسطة العالم الإنجليزى "هيبريت وينلوك" ووضعها فى حجرة بالجانب الشمالى الشرقى للفناء الخارجى دون تنظيف، ظلت الأوانى فى مكانها إلى أن قامت البعثة الإسبانية المصرية خلال هذا العام بالكشف عنها من جديد