قضت محكمة الدار البيضاء بالعاصمة، صبيحة اليوم الثلاثاء، بإدانة ساىق حافلة في العقد الرابع من العمر يدعى "م.محمد" بعام حبسا نافذا مع إلزامه بدفع تعويض لضحيته بقيمة 60 ألف دج عن تهمة النصب والاحتيال راح ضحيتها عشيقته التي تعرف عليها عبر "الفايسبوك"، مدعيا أنه رجل أعمال تركي، وتربطه علاقات مالية وسياسية، وله شراكة مع شخصيات معروفة أمثال وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، ووزير الطاقة، نورالدين بوطرفة، والوزير الأسبق عمار غول، مما مكنه من نصب ما يفوق 100 مليون من المجوهرات الثمينة.
كشفت محاكمة محتال وهو سائق حافلة بمنطقة القلب الكبير ولاية المدية "م. محمد"، الموقوف بسجن الحراش في قضية انتحاله صفة رجل أعمال تركي نافذ، على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، باسم "mohamad terki"، مستعملا بروفايل به صور ظهر فيها بجانب طائرة فخمة، وهذا خلال علاقة غرامية جمعته مع ضحيته "ف. ب" في الثلاثينات من العمر، والتي اتهمها خلال مثوله للمحاكمة بأنها قدمت نفسها له على أنها ابنة شقيق مسؤول أمني كبير، مما جعله يحدثها عن علاقاته المالية والسياسية مع شخصيات معروفة أمثال وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، ووزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، والوزير السابق عمار غول، مدعيا أن له علاقات مالية وشراكة في مشاريع ضخمة بالجزائر، في إطار مجموعة من الاستثمارات بصدد الشروع فيها مستقبلا، حيث كان في كل مرة يخبرها وهو يتواصل معها على "الفايسبوك"، أن له اجتماعات طارئة بوزارة الطاقة مما يتعذر عليه الرد على اتصالاتها الهاتفية، ولم يكتف المتهم عند هذا الحد، بل حاول إغراق الفتاة في حبه من خلال جملة من الإغراءات المالية لتقع في مصديته لأجل النصب عليها، حيث وحسب ما كشفته محادثات جمعته مع ضحيته في الفضاء الأزرق، تحصلت عليها "النهار أونلاين"، وصور فوتوغرافية كان يدعي من خلالها حالة البزخ التي كان يعيشها، التقطها وهو بجانب طائرة زاعما أنها ملكه الخاص يستعملها في تنقلاته إلى الخارج وأخرى بجانب "يخت أبيض"، مخبرا إياها بأن كل ممتلكاته في خدمتها خلال سفرياتها إلى تركيا، كون المعنية تتاجر في المجوهرات، كما تبادل معها صورا فوتوغرافية لامرأة مجهولة تظهر بلباس أنيق مدعيا أنها والدته الدكتورة في جراحة القلب، وأخرى لحسناء وهي تنزل من طائرته المزعومة، مدعيا أنها شقيقته الصغرى "سيرين"، ناهيك عن صور أخرى تظهر "فيلا" فخمة بثلاث طوابق، مدعيا أيضا أنها مسكنه الخاص، كما أثبتت محادثات أخرى تبادلها المتهم مع ضحيته كطريقة للإيقاع بها تحت غطاء الزواج، كما حدثها عن امتلاكه غرفة عرض سيارات فاخرة "شوروم" لـ"فولكسفاغن" وأخرى لـ "بيجو"، مطالبا إياها بأن تختار السيارة التي تشاء، كل هذه المغريات دفعت بالفتاة التي كانت مرتبطة إلى التفكير في فك علاقتها مع خطيبها بالعاصمة، قبل أن تتفطن لمكيدته.
أما الضحية فقد صرحت بأن المتهم استعمل كل الطرق لأغرائها خلال تواصلها معه، حيث كان يتقن التحدث إليها باللغة العربية الفصحى، ناهيك عن المغريات التي قدمها له لأجل كسب ثقتها، مما جعلها تفكّر في شراء هدية باهضة الثمن تتمثل في خاتم من الألماس الثمين مقدرة قيمته بـ930 أورو أي ما يساوي 16 مليون سنتيم بالعملة الوطنية، مضيفة أنها سلمته مجوهرات ذهبية كانت تلبسها لتفادي حجزها بالمطار، من بينها سوار وخاتمان يقدر وزنها بـ120 غرام، بقيمة 90 مليون سنتيم، كل هذه الوقائع تمسك بإنكارها المتهم وأكد أن الضحية سلمته خاتما فقط كهدية.